بيجين، 18 يناير 2022 /PRNewswire/ — على الرغم من التحذيرات الواردة في تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) من أنّ استمرار الركود الاقتصادي يُمثّل أحد أخطر التحديات العالمية الناجمة عن جائحة كوفيد-19؛ فقد أظهرت بيانات رسمية صدرت يوم الاثنين استقرار نمو الاقتصاد الصيني في عام 2021؛ وهو ما يسهم في تعزيز الثقة في قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي.
كيف حقق ثاني أكبر اقتصاد في العالم هذا النمو على الرغم من التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي؛ بما فيها التحديات الناجمة عن موجات الجائحة المتتالية والتغيّرات المعقدة في البيئة الاقتصادية الخارجية؟
في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي يوم الاثنين، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ أنّ الصين قد تمكّنت من الحفاظ على نموها من خلال التركيز على ثلاثة جوانب، وهي بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وزيادة التعاون العالمي في مكافحة الجائحة، والعمل من أجل تعزيز التنمية العالمية؛ إضافة إلى السعي لابتكار حلول للتغلب على التحديات الرئيسية الأخرى التي تواجه العالم.
كيف يمكن تعزيز الجهود لضمان تعافي الاقتصاد العالمي تدريجيًا؟
أوضح الرئيس الصيني رؤية الصين في هذا الصدد، حيث قال: «لكي نتمكّن من إحراز تحسّن مطرد وملموس في الاقتصاد العالمي، يجب على دول العالم ابتكار وسائل جديدة لتعزيز النمو الاقتصادي، واستكشاف أنماط جديدة لتحسين الحياة الاجتماعية، وتجربة سبل جديدة لتعزيز التواصل بين الشعوب على اختلاف ثقافاتهم».
وأضاف: «يجب علينا جميعًا العمل على إزالة الحواجز، وليس بناء الجدران؛ وأن نتحلى بالانفتاح على الآخرين، لا أن ننغلق على أنفسنا؛ وأن نسعى إلى تحقيق الاندماج والتكامل بيننا، لا أن نعمل منفردين. فإذا نجحنا في ذلك، سنتمكّن من بناء اقتصاد عالمي مفتوح».
كما شدّد على أنّه «يجب أن تنظر الدول ذات الاقتصادات الكبرى إلى العالم على أنّه مجتمع واحد وأن تعمل على زيادة الشفافية في سياساتها، وأن تتبنى الدول المتقدّمة سياسات اقتصادية مسؤولة وأن تعمل على معالجة الآثار المترتبة على تنفيذ تلك السياسات، كما ينبغي للمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية القيام بدور بنّاء لمنع أيّ مخاطر يمكن أن توثر على الاقتصاد العالمي».
كما أكّد “شي” على «ضرورة وضع قواعد مقبولة وفعّالة بصورة عامة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وإيجاد بيئة ابتكار علمي وتكنولوجي تتسم بالشمولية والعدالة وعدم التمييز».
وفيما يتعلق بدور الصين وجهودها في هذا الصدد، قال الرئيس الصيني «إنّ بلاده ستواصل جهودها لتحقيق تنمية عالية الجودة، وستظل ملتزمة بتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح التي تبّنتها، وسترحب بأيّ استثمارات رأسمالية يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في تنمية البلاد».
وأضاف: «نحن على يقين من أنّ المستقبل الاقتصادي للصين سيكون مستقبلًا واعدًا ومزدهرًا»؛ مشيرًا بذلك إلى المرونة القوية والإمكانيات الهائلة والاستدامة طويلة الأجل التي يتمتع بها اقتصاد بلاده.
كما أكّد في الوقت نفسه على أنّ «الصين لن تعمل على تنمية اقتصادها على حساب استنفاد الموارد الطبيعية وتدهور البيئة، وستفي بالتزاماتها المُعلنة بشأن ذروة الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني».
كيف يمكننا أن نتغلب على الجائحة؟
وتوضيحًا لرؤية الصين بشأن سبل التغلب على الجائحة، قال الرئيس الصيني: «إنّ الطريق الصحيح الوحيد للتغلب على آثار الجائحة هو تعزيز الثقة والتعاون العالمييْن».
وأضاف: «يجب على دول العالم التعاون في مجال بحوث وتطوير الأدوية والعمل على الاستفادة التامة من اللقاحات بوصفها سلاحًا قويًا في مواجهة الجائحة»، كما شدّد في الوقت نفسه على ضمان توزيع اللقاحات بشكل عادل، وتسريع تطعيم أكبر عدد ممكن من الأشخاص لسد الفجوة الحالية بين معدّلات التطعيم في الدول الغنية ومثيلاتها في الدول الفقيرة.
وأعلن الرئيس الصيني خلال كلمته أنّ بلاده ستقدّم للدول الإفريقية مليار جرعة إضافية من اللقاح؛ منها 600 مليون جرعة في صورة منحة، كما ستتبرّع بـ 150 مليون جرعة من اللقاح للدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا.
كيف يمكننا تعزيز التنمية العالمية؟
وتوضيحًا لسبل تعزيز التنمية العالمية، قال “شي”: «إنّ تنفيذ مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين سيفيد العالم بأسره، والصين على أتمّ الاستعداد للتعاون مع الدول الأخرى لوضع المبادرة موضع التنفيذ لتحقيق نتائج ملموسة»؛ داعيًا في الوقت نفسه إلى بذل جميع الجهود الممكنة لتعزيز التنمية العالمية وسد فجوة التنمية الحالية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
وكان الرئيس الصيني قد طرح هذه المبادرة في سبتمبر 2021؛ وهي مبادرة تستهدف العمل على تعزيز التنمية العالمية على نحو متوازن ومُنظّم وشامل لمواجهة التداعيات الشديدة لجائحة كوفيد-19.
كما شدّد الرئيس الصيني على أنّ «من يفرضون قيودًا وعوائق على واردات منافسيهم، ويتخذون إجراءات أحادية الجانب دون التشاور مع الأطراف المعنية، ويمارسون الهيمنة، ويُدلون بتصريحات تحضّ على الكراهية والتحيّز “يسيرون عكس حركة التاريخ”».
وأضاف: «إنّ الطريق الصحيح لتقدّم البشرية هو تحقيق تنمية سلمية وتعزيز التعاون الذي يُحقق مصالح جميع الأطراف».
رابط مصدر الخبر: https://news.cgtn.com/
رابط الفيديو: https://www.youtube.